أكد معالي الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات، أن المرأة الإماراتية تلعب دوراً محورياً في تعزيز نجاح العملية الانتخابية، وأن توعيتها سياسياً وتمكينها من لعب أدوار قيادية وتشجيعها على ممارسة حقها بالمشاركة في العملية الانتخابية هي مسؤولية مشتركة بين جميع الأطراف.
جاءت تصريحات معاليه خلال محاضرة تعريفية حول انتخابات المجلس الوطني الاتحادي 2015 التي ألقاها في نادي سيدات الشارقة بدعوة كريمة من قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، أمام حشد من المواطنات الإماراتيات، وأشاد فيها بالمشاركة السياسية الفعالة للمرأة الإماراتية في الانتخابات، الأمر الذي يعد من أهم مؤشرات نضوج التجربة الحضارية للإمارات التي تفخر بأنها تحتل المرتبة الأولى عربياً في تمكين المرأة.
وكان معالي الدكتور أنور قرقاش استهل محاضرته بالترحم على شهداء الإمارات الـ45 الذين لبوا نداء الوطن وضحوا بأرواحهم من أجل الدفاع عن الحق والعدالة، ليضربوا أروع مثال في التضحية والفداء، وقال معاليه: "لا توجد كلمات توفي حق وعظيم عطاء من ضحى بروحه، ووفاء منا لكبير عطائهم علينا مواصلة العمل لتحقيق النصر في اليمن، والقضاء على هذه الميلشيات العدوانية والانقلابية والحفاظ على استقرار المنطقة والمكتسبات التي حققتها لمجتمعاتها في مسيرتها نحو التنمية والتطور".
وانتقل بعدها معاليه للتأكيد على حرص القيادة على تمكين المرأة لتكون شريكاً حقيقياً في عملية التنمية الشاملة والتطور الذي تحققه دولة الإمارات العربية المتحدة، مبيناً أنه أصبح للمرأة الإماراتية دور كبير في تحقيق الإنجازات الوطنية على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، فالمرأة في دولة الإمارات سبقت أقرانها في كثير من دول المنطقة وتركت بصمات واضحة في مسيرة النجاحات.
وشدد معاليه على أهمية مشاركة المرأة في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي المقبلة من أجل تعزيز دورها في تحقيق الفائدة للوطن والمواطن، وصرح بالقول: "المرأة لعبت وتلعب دوراً مهماً وفاعلاً في مناقشة القوانين وإصدار التوصيات واتخاذ القرارات التي يتم تداولها تحت قبلة المجلس الوطني الاتحادي، ويشكل حضور المرأة في المجلس قفزة نوعية في العمل البرلماني، وإتاحة الفرصة أمام الإماراتية للترشح والتصويت كان رسالة واضحة حول أهمية حضورها على ساحة العمل السياسي، لأن ما تطمح له دولة الإمارات هو مشاركة فاعلة للمرأة في هذا المجال لتضاف إلى إنجازاتها في المجالات الأخرى".
وثمن معاليه جهود المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، والتي أصبحت وبإشراف قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، واحدة من المؤسسات الوطنية الرائدة التي تسهم في تحويل رؤية القيادة في تعزيز دور المرأة وتقديم الدعم الكامل لها لتأخذ دورها الفاعل في المجتمع، إلى حقيقة عملية وواقعية من خلال البرامج التوعوية والتثقيفية التي تنظمها على مدار العام.
ومن جانبها صرحت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي قائلة: "المرأة الإماراتية هي التي تستقطب اهتمامنا ونحن نتابع هذا الأداء الانتخابي، رغبة في أن تكون جديرة فعلاً بتمثيل عطاء نساء الإمارات في المجلس، وتمثيل قدراتهن في قيادة ثقافة المجتمع نحو أبعادٍ شاسعة من التحضر الفكري والرقي السلوكي، ومن معرفة الحقوق والواجبات داخل الوطن وخارجه، فالمرأة الإماراتية تقدمت في مجالات عديدة بكل ثبات ونجاح وتميز، مستثمرة كل الفرص التي تحفز طاقتها نحو الإبداع في أدائها المتميز ويثبت مقدرة المرأة على مواجهة التحديات واختراق الصعاب بخطط إستراتيجية ذكية تسهم في وضعها وفي تنفيذها".
وشددت سموها على أن عضوية المرأة الإماراتية في المجلس الوطني الاتحادي لها أبعادها المهمة، ولا يختلف دورها كثيراً عن دور أخيها وزميلها في المجلس، وخاصة أننا لا نريد أن يحصر دورها في القضايا التقليدية للأسرة والطفولة وقوانين الأحوال الشخصية باعتبارها الأقرب وجدانياً إليها بالرغم من أهميتها، بل نريد لها الانفتاح على كل ثقافة ممكنة تعينها على أداء مهامها. وإذا قلنا إن الفرد جزء من الأسرة، والأسرة جزء من المجتمع، والمجتمع مكون أساس للوطن، فهي لن تبتعد عن القضايا الأسرية ولكن عليها أن تجد وسائل أكثر تفعيلاً وإيجابية في طرحها أمام المسؤولين".
وأكد معالي الدكتور أنور قرقاش أهمية مبادرة المرأة الإماراتية لتأدية دروها الفاعل كناخبة ومرشحة، وذلك قبل أسابيع قليلة من يوم الانتخابات والمقرر في 3 أكتوبر القادم، وأن تستفيد من التجارب البرلمانية السابقة وتوظف كل الإمكانيات والقدرات لتقدم حملاتها الانتخابية التي تسهم في إقناع الناخبين والتصويت لها لتكون ضمن أعضاء الوطني الاتحادي.
وقال معاليه أن انتخابات العام 2015 حظيت بمشاركة كبيرة من المرشيحن والمرشحات الذين وصل عددهم إلى 341 مرشحاً، تمثل نسبة المرأة في قائمة المرشحين النهائية (22%) بواقع 76 مرشحة في جميع إمارات الدولة. كما أن نسبة تواجد المرأة في الهيئات الانتخابية تبلغ 48% مما يؤكد اهتمام قيادة دولة الإمارات بعملية تمكين المرأة لتتبوأ جميع المناصب القيادية في الدولة ومنها المجلس الوطني الاتحادي منذ أول عملية انتخابية والتي فازت فيه المرأة بعضوية 9 مقاعد.
وحث معالية أعضاء الهيئات الانتخابية ممارسة حقهم الانتخابي والمشاركة الفاعلة في العملية الانتخابية الذي يعد واجباً وطنياً للمساهمة في مسيرة التنمية الشاملة لدولة الإمارات واستمرار عملية تمكين المجلس الوطني الاتحادي وتعزيز دوره في المجتمع.
وتأتي انتخابات 2015 في مرحلة تشهد فيها دولة الإمارات الكثير من الإنجازات على جميع المستويات محلياً وإقليمياً وعالمياً، لتثبت قدرتها في التغلب على الكثير من التحديات التي واجهتها خلال مسيرتها نحو تحقيق أهدافها في التنمية الشاملة والطموحة، ولتشكل اليوم نموذجاً يحتذى في التطور والتقدم والازدهار، والذي يعد نتيجة حتمية، وأكيدة لتلك العلاقة الفريدة والمميزة بين قيادة دولة الإمارات وشعبها الوفي.